الرحمة

موضوع: الرحمة الإثنين سبتمبر 14, 2009 4:48 pm

الرحمة

ان المسلم يعلم من الله عز وجل انه يُنزل عليه رحمات كثيرة وان الدعاء بأسماء الله الحسنى رحمة ، وان الذكر رحمة ، وأن التسبيح رحمة، فهيا نتعلم من أين تأتى الرحمة وكيف تُجلب الرحمة ومن هم المرحومون ومن هم المحرومون.

فنجد رحمات الله تعالى كثيرة وأن البشر جميعهم لن يتحملوا غير رحمة والحدة فالكون كله يعيش برحمة واحدة من رحمات الله تعالى انظر إلى أثار رحمة الله عز وجل :-

انظر الأرض بعد موتها والدابة ترفع حافرها عن ابنها مخافة أن تجرحه والأم تحنو على طفلها بفضل هذه الرحمة

فان الرحمة لن تُرى بالعين ولكن نستشعرأثارها بقلوبنا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-

ان الله تعالى خلق مائة رحمة فأنزل رحمة واحدة وادخر عنده تسعة وتسعون رحمة كأن الرحمة الكبرى والعفو الأكبر والفتح الأكبر سيأتى لنا فى الآخرة.

الرحمة فى الدنيا تختلف عن الرحمة فى الآخرة

الرحمة فى الدنيا==== ان الله تعالى أعطانا السكينة والثبات والهداية وشرح الصدر وصلاح البال ونوراً على وجوهنا وضياءاً فى قلوبنا

1- "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ"آل عمران8 فكأن الكون محتاج الى رحمة لكى يثثبت بها المثبتون .

2- "إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ"الأعراف 56أى الرحمة تأتى للمحسنون والمثبتون ليزدادوا إحساناُ وتثبيتاً

فإن الماء رحمة فى حد ذاته ولكن داخله ملايين الرحمات [جريانه ،قبضه، بسطه، فالماء يرتوى به الناس ، نزوله من السماء ]رحمة

من هم المرحومون:-

1- "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"التوبة 71

(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض 1- يأمرون بالمعروف 2- وينهون عن المنكر 3- ويقيمون الصلاة 4- ويؤتون الزكاة 5- ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله (عزيز) لا يعجزه شيء عن إنجاز وعده ووعيده (حكيم) لا يضع شيئا إلا في محله وأولئك يستحقون الرحمة والثبات

سيرحمهم ====== دخلت على يرحمهم حرف الـ (س) لسرعة وصول الرحمة وقربها لهم ولم تأت سوف يرحمهم ======= لأن ا لتسويف ستتأخر بعض الوقت يكون فيها ترقب وانتظار وتمهـُـل [التسويف كمثل أحد من الناس يقول غداً سأتوب ويطول الوقت ولم يتب أى يؤخر ويؤخر حتى فوات الأوان]

2-" نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"يوسف56" نصيب برحمتنا من نشاء " أي بإحساننا، والرحمة النعمة والإحسان. " ولا نضيع أجر المحسنين " أي ثوابهم. وقال ابن عباس ووهب: يعني الصابرين.

جمع الله تعالى الرحمة والإحسان أى أ ن أقرب الناس لرحمة الله تعالى هم المحسنون كما ذكرنا

3- "وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ"الأعراف 156

(واكتب) أوجب (لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة) حسنة (إنا هدنا) تبنا (إليك قال) تعالى (عذابي أصيب به من أشاء) تعذيبه (ورحمتي وسعت) عمَّت (كل شيء) في الدنيا (فسأكتبها) في الآخرة (للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون)

سيكتبها لمن 1- الذين يتقون 2- والذين يؤتون الذكاة 3- والذين يؤمنون بأياتنا

4-"ا لَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ"الأعراف157 4- الذين يتبعون النبى

فالمرحومون سيرحمهم الله عز وجل بالثبات واليقين ونصر من تعالى من أجل هذا فُتحت أبواب من الرحمات من الله فإنها تعتبر رحمة واحدة ولكنها أعم وأشمل لكل البشر رحمة الله تعالى الواحدة تعُم كل شئ ولكن تخلف منه جل وعلا من عطايا البشر فالرحمة الواحدة من الله عزوجل بداخلها ملايين الرحمات

أين نجد هذه الرحمات وكيف نكون من المرحومين:-

فتـتـواجد فى الطاعات [قراءة القرآن رحمة وحضور مجالس العلم رحمة واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة وهكذا.........]

1- أى اذا أطاع الحبيب دخل أبواب الرحمة

"وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"آل عمران132قوله تعالى:" وأطيعوا الله " يعني أطيعوا الله في الفرائض " والرسول" في السنن: وقيل:" وأطيعوا الله" " والرسول" فيما بلغكم من التحريم. " لعلكم ترحمون" أي كي يرحمكم الله.

2- من يتبع أوامر القرآن دخل من باب الرحمة

" وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَك فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " الأنعام155 قوله تعالى: "أنزلناه مبارك" نعت، أي كثير الخيرات "فاتبعوه" أي اعملوا بما فيه. "واتقوا" أي اتقوا تحريفه. "لعلكم ترحمون" أي لتكونوا راجين للرحمة فلا تعذبون

إتباعه ========= فى أوامره ونواهيه وأحكامه وشرائعه

والتقوى ===== تعنى العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والإستعداد ليوم الرحيل

3- قراءة القرآن والإستماع والإنصات له باب من أبواب الرحمة:-

"وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" الأعراف 204

- (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) عن الكلام (لعلكم ترحمون) نزلت في ترك الكلام في الخطبة وعبر عنها بالقرآن لاشتمالها عليه وقيل في قراءة القرآن مطلقاً

استمعوا ===== شدة الإنتباه وأيضاً ليس كافياً ولن يقــُل اسمعوا ==== لأن الزيادة فى المبنى زيادة فى المعنى

وقال أنصتوا ====== أقوى من الإستماع دليل على أن الإنصات بالقلب وبحضور نفس وبعزيمة بإهتمام وليس بالأذن فقط

أى أن المسلم كى تجب عليه الرحمة من الله عز وجل وعفوه وكرمه لابد أن يكون هذا المسلم على درجة إيمانية يُهيئ قلبه بنورانيات واشراقات ليستشعر آثارهذه الرحمات، أى له قلب تقى مستعد لإستقبال السكينة والطمأنينة والثبات

وليس للقلب الشقى لاهياً لن تـَنزل عليه هذه الرحمات لأنه غير مستعد فليس فى قلبه أى نورانيات فعلى هذا القلب أن يعيش كما ذكرنا من قبل على

1- أن يُطيع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم

2- أن يقرأ ويستمع إلى القرآن بقلبه وبروحه ليس بلسانه فقط

3- وأن يتبع ما به وأن يكون تقياً.

فبذلك يَمـُن عليه ربه بالمِنة والبركات والخيرات فيكون بذلك من الرحومين

فبشرهم بالرحمة من الله تعالى ليس فى الدنيا فقط فبصبَرَهُم فى الدنيا نالوا رضوانه وجناته بكل ما بهما من نعيم فى الآخرة

"يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ"التوبة 21

قوله تعالى: "يبشرهم ربهم" أي يُعلمهم في الدنيا ما لهم في الآخرة من الثواب الجزيل والنعيم المقيم. والنعيم: لين العيش ورغده. هذه هى البشرى بالرحمة منه ورضا رب العالمين عليه

ومن مظاهر رحمة الله تعالى على عباده

"أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"التوبة 71

1- أنه تعالى أودع رحمته فى قلوب الناس

2- أنه تعالى جعل أعين المسلم [دموعه] تسيل خشوعاً لله فاطر السموات والأرض

3- أنه تعالى فتح مسامع قلوب المؤمنين لإستقبال النور [القرآن العظيم]

4- فالقرآن الكريم أعظم مظاهر الرحمة على هذه الأرض

"وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" الأعراف 204

5- بعث الرسول [البعث تعنى يُحيي القلوب بعد موتها ] رحمة للعالمين

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّاـ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"الأنبياء107 "

وقوله " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " يخبر تعالى أن الله جعل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أي أرسله رحمة [الإرسال يعنى بكل الخيروالنعم] لهم كلهم فمن قبل الرحمة وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا والآخرة ومن ردها وجحدها خسر الدنيا والآخرة كما قال تعالى " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار،. وقال ابن زيد: أراد بالعالمين المؤمنين خاصة. عن ابن عباس " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " قال من تبعه كان له رحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يتبعه عوفي مما كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف.

فعلينا أن نعلم أن لنا رحمتين

1- فى الدنيا ===== تزيد المسلم نوراً وهداية وتثبيتاً ورضا ويقيناً

2- فى الآخرة ==== تفتح لنا أبواب الجنان

فالدعاء بموجبات الرحمة أى بكل ما فيها من بركات ويُمن وخيرات من الله تعالى

وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال كان من دعاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:

اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار رواه الحاكم أبو عبد اللَّه وقال حديث صحيح على شرط مسلم.

موضوع: رد: الرحمة الأحد سبتمبر 20, 2009 7:03 pm

نشكرك اختنا فى

الله

على مواضيعك المميزة

ونحن جميعا فى انتظاار مزيدك